خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تحدّي الإدامة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة يعاني العديد من مؤسساتنا العامة، بسبب الضائقة الاقتصادية وغيرها، من أشكال متعددة من التحديات. من أهمها – في تقديرنا – تحدّي الإدامة.

فعندما يُنشأ مشروع ما في مجتمعنا، تجدنا نكرّس له بداية درجة لا بأس بها من التخطيط، حتى تُخرج فكرته أو يُخرج تصورنا له على النحو المرجو. ثم تجدنا نصبّ جهوداً كبيرة في إخراج المشروع إلى حيّز الوجود، فُننفّذه بدرجة جيدة من الإتقان.

وفي المرحلة الأولى من حياته، يرقى المشروع للطموح في الشكل الذي أخرج فيه وفي الخدمات التي يؤديها، ويكون على درجة مقبولة من الجودة والنوعية.

لكن، مع مرور الأيام، سرعان ما تبدأ المشاكل والتحديات في الازدياد والتراكم، فيبدأ المشروع في التعثر والتراجع.

وهذه قصة العديد من مؤسساتنا، من جامعات ودوائر حكومية وهيئات رسمية وغيرها من مؤسسات في القطاع العام بالدرجة الأولى: ولادة محمودة، يليها تألق في البداية، ثم تدهور وانحدار.

الأسباب عديدة بالطبع، منها المالية ومنها الإدارية ومنها ضعف أداء الموارد البشرية وتضخم الكوادر، لكن السبب الأكبر يُعزى – على ما يبدو – إلى إغفالنا أو إهمالنا لموضوع الإدامة برمّته.

فالمؤسسات حالها حال جسم الإنسان، فعندما يكبر المرء يصبح جسده عرضة للأمراض المختلفة إذا لم يعتن بغذائه، كماً ونوعاً، وإذا لم يُجر الفحوصات المختلفة في مواعيدها، وإذا لم يكرّس لصحته العناية الكافية.

وحال المؤسسات كحال الطرق، التي تُشق وتُعبّد وتُخطط، فتكون ملائمة للغرض ومثيرة للإعجاب بدايةً، ثم ما تلبث، بفعل عوامل الجوّ وبفعل الاستخدام المتزايد، أن تصبح عرضة للتآكل والاهتراء، فإذا لم نقم بالصيانة اللازمة لها تصبح في وضع لا تستطيع معه أداء الغرض المطلوب منها.

وهذا هو المقصود بالإدامة: إعطاء المشروع، أو المؤسسة، العناية المستمرة بعد إنشائها، وتوفير المال والجهد اللازمين، لإبقائها على ألقها الماضي وتمكينها من أداء مهامها على أحسن وجه، وتدريب كوادرها وترشيقها باستمرار.

هذه مشكلة كبيرة ومستفحلة في مجتمعنا، قلّما يتنبه لها الناس رغم تَجسّدها في العديد من المؤسسات الحيوية، من مستشفيات ومدارس ومراكز صحية وكليات مجتمع وجامعات وصحف ومؤسسات إعلامية وغيرها من أذرع مهمة في القطاع العام تخدم أعداداً ضخمة من المستفيدين من خدماتها، والتي تعجز طاقتها أو قدرتها الاستيعابية عن التعامل معها.

وإذا ما تحدثتَ مع العاملين في تلك المؤسسات أو مع مسؤوليها أو مع المستفيدين من خدماتها، تجدهم كلّهم يتحدثون عن «العهد الذهبي» لتلك المؤسسات، أي عهد البدايات، ويتذمرون من التراجع وتدهور الأداء. والأصل هو العكس: أن يكون «العهد الذهبي» الآن، في الحاضر لا في الماضي، فالحاضر هو الذي يجلب التطور والتحديث، لا الماضي.

المطلوب إذاُ الالتفات إلى موضوع إدامة مؤسساتنا بالقدر الذي التفتنا به إلى بلورة فكرتها وإخراجها إلى حيز الوجود في البداية، حتى نقف على أسباب تراجع أدائها وتدهوره، ونُمكّنها من تقديم الخدمات على نحو فاعل ومتميز، دون تراجع أو تدهور.

بالنسبة للعديد من مؤسساتنا موضوع الإدامة هو موضوع الساعة، وهو قضية حياة أو موت لتلك المؤسسات. والمطلوب منّا الآن دق ناقوس الخطر، للتذكير بحجم هذه المشكلة وأولوية التعامل معها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF